الخميس، 12 يناير 2012

توظيف تكنولوجيا التعليم المدمج في التعليم الجامعي


توظيف تكنولوجيا التعليم المدمج في التعليم الجامعي
                 إعداد
                     د. هاني أبو الفتوح جاد
                    الأستاذ المساعد بقسم الوسائل وتكنولوجيا التعليم
                  كلية التربية جامعة حائل

مقدمة:
العصر الحالي أصبح يتميز بثورة هائلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات, فلا تكاد تظهر تقنية جديدة حتى يتلوها تقنيات عديدة تنشر معارف حديثة, ولقد اجتاحت هذه الثورة معظم ميادين الحياة وأصبح الحال ضرورة تضمين هذه التقنيات الحديثة في عملتي التعليم والتعلم .
 فالعالم اليوم أصبح يتسابق في أكتشاف وتوظيف التقنيات الحديثة , والميدان التربوي باعتباره المحرك لحياة الأفراد والمجتمعات في تعليم الثقافات المختلفة, فقد بدأت الجامعات الاتجاه نحو توظيف تلك التقنيات الحديثة في الميدان التربوي والمناهج الحديثة لتحقيق الأهداف المرجوة ، فالجامعات التي لا يوجد به تقنيات تصبح جسد بلا روح ، وإذا ما توافرت التقنية ولم تستخدمها وتوظفها الجامعات لتحقيق الأهداف المنوطة بها تصبح جسد بلا أقدام وهذا يؤكد علي ضرورة التوظيف الأمثل للتقنيات التعليمية الحديثة .

وتعرف منظمة اليونسكو تكنولوجيا التعليم على أنها منحنى نظامي لتصميم العملية التعليمية، وتنفيذها وتقويمها كلها، تبعًا لأهداف محددة، نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليم والاتصال البشري، مستخدمة الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيدًا من الفعالية أو الوصول إلى تعلم أفضل وأكثر فعالية.
أما تكنولوجيا المعلومات يقصد بها ثورة المعلومات المرتبطة بصناعة وحيازة المعلومات، وتسويقها وتخزينها واسترجاعها وعرضها وتوزيعها، من خلال وسائل تكنولوجية حديثة ومتطورة وسريعة، بالاستخدام المشترك للحاسبات الإلكترونية ونظم الاتصالات الحديثة، وتعرف تكنولوجيا المعلومات كما جاء في الموسوعة الدولية لعلم المعلومات والمكتبات على أنها التكنولوجيا الإلكترونية اللازمة لتجميع واختزان وتجهيز وتوصيل المعلومات.

ويعد دور تكنولوجيا التعليم من أهم الأدوار الخاصة بتطوير العملية التعليمية في الجامعات لما تساهم من توفير خدمات في سبيل النهوض بالعملية التعليمية من خلال ما تقدمه من خبرات ووسائل وبرامج تعليمية مناسبة لأهداف المناهج وحاجات المتعلمين سواء في الطرق التعليمية التقليدية أو التقنيات الحديثة بما تقدمه من برامج تعليمية تناسب مرحلة التعليم الجامعي .
ويأخذ توظيف التقنيات في الجامعات أشكالا متنوعة منها التقنيات التقليدية والتقنيات الحديثة ، فنجد أمثلة كثيرة للتقنيات التقليدية والتي يستخدم فيها الوسائل المتنوعة في الشرح والاستعانة بالأجهزة التعليمية والملصقات والصور والخرائط والوسائط المتعددة ، ومن أمثلة التقنيات الحديثة : التعليم الالكتروني والتعليم المتنقل والتعليم المنتشر والتعليم المدمج إلي غير ذلك من الأنماط والأشكال.

والتعليم المدمج يمثل أحد أنواع تلك التقنيات ويشير مصطلح التعليم المدمج إلى المزج بين التقنيات الحديثة في عملية التعليم وتقنيات التعلم الالكتروني، وطرق التدريس التقليدية بالاعتماد على المواد المطبوعة واللقاءات المباشرة وجها لوجه المقننة.
ويشمل التعليم المدمج على مجموعه من الوسائط  والتي تم تصميمها لتتمم بعضها البعض والتي تعزز التعلم وتطبيقاته ، والتعلم المدمج يمكن أن يشتمل على العديد من أدوات التعلم مثل برمجيات التعلم التعاوني الافتراضي الفوري، والمحضرات الصفية والمطبوعات الورقية والمقررات المعتمدة على الانترنت، ومقررات التعلم الذاتي، وأنظمة دعم الأداء الالكترونية، وإدارة نظم التعلم.
والتعلم المدمج كذلك يمزج أحداث متعددة معتمدة على النشاط تتضمن التعلم في الفصول التقليدية التي يلتقي فيها المعلم مع الطلاب وجها لوجه، والتعلم الذاتي، وفيه مزج بين التعلم المتزامن وغير المتزامن.

نشأة التعليم المدمج :
منذ نهاية التسعينات من القرن الماضي بدأت الموجة الأولى فيما يسمى بالتعلم الالكترونيE-learning  وكانت تركز على إدخال التكنولوجيا المتقدمة في العملية التعليمية, وتحويل الفصول التقليدية إلى فصول افتراضية Virtual Classroom عن طريق استخدام الشبكات المحلية أو الدولية وتكنولوجيا المعلومات, إلا أن التطور التكنولوجي مهما تطور لا يغني عن الطرق الاعتيادية في التعلم والتعليم, من هنا ظهر مفهوم التعليم المدمج Blended Learning  كتطور طبيعي للتعلم الالكتروني, فهذا النوع لا يلغي التعلم الالكتروني ولا التعلم التقليدي بل هو مزيج من الاثنين معاً     
فالتعليم المدمج هو أحد صيغ التعليم أو التعلم (التدريب) التى يتكامل أو يندمج فيها التعلم الالكترونى مع التعلم التقليدى فى اطار واحد، حيث توظف أدوات التعلم الالكتروني، سواء المعتمدة على الكمبيوتر أو المعتمده على الشبكات فى الدروس والمحاضرات ، وجلسات التدريب والتي تتم غالبا فى قاعات الدرس الحقيقيه المجهزه بإمكانية الاتصال بالشبكات.
ومصطلح التعليم المدمج يشير إلى نوع من التعليم يجمع بين النماذج المتصلة Online والنماذج غير المتصلة Offline في التعليم وغالباً ما تكون النماذج المتصلة من خلال الانترنت والنماذج غير المتصلة تحدث في الفصول التقليدية.
ويعرف حمدي البيطار التعليم المدمج بأنه الأداء السهل الدقيق القائم علي الفهم لخطوات مزج واستخدام التعلم الالكتروني مع المواجهه الصفية في تدريس المقررات التربوية مع توفير الوقت والجهد والتكاليف من قبل أعضاء هيئة التدريس ويتم التعرف عليها وتحديدها من خلال استبانه معدة لهذا الغرض.

وتتيح أنماط التعلم المدمج أمام المعلم والمتعلم مدى واسعاً من الطرق التدريسية التي تعمل على المزج بين الطرق التقليدية والتقنيات الحديثة في عملية التعلم، مما يحقق الاستفادة من ميزات التعلم المباشر وجها لوجه والتقنيات الالكترونية التعليمية، ويتيح فرصا تعليمية متساوية لجميع الفئات المستهدفة.

ولقد أطلق علي التعليم المدمج مسميات متعددة من أشهرها التعليم المزيج و التعليم الخليط والتعليم المتمازج والتعليم المؤلف والتعليم التمازجي إلي غير ذلك من المسميات والتي يصب جميعها في بوتقه التعليم المدمج.
ولقد فرضت التغيرات السريعة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تغيرات جذرية في الاتجاهات والمعارف والمهارات المطلوبة لنمط التعلم في الجامعات ، وبهذا تغيرت متطلبات التعليم الجامعي لتطوير طرق التدريس التقليدية وإدخال أنماط تقنية حديثة لدعم ومساندة أهدافها التعليمية التعلمية مثل التعليم المدمج .
والتعلم الالكتروني كرافد من روافد التعليم المدمج يستخدم التقنيات والوسائط الرقمية لإيصال ودعم وتعزيز عملية التعليم والتعلّم والتقييم وتتضمن التقنيات الرقمية طيفاً واسعا من الأدوات، مثل: الأقراص المدمجة (CD ROM) وأشرطة تسجيل مسموعة ومرئية وDVD ومؤتمرات عن طريق الفيديو وتعليم عن طريق الأقمار الصناعية وغيرها.
        أما في التعليم المدمج تستخدم فيه وسائل إيصال مختلفة معا لتعليم مادة معينة. وقد تتضمن هذه الوسائل مزيجا من الإلقاء المباشر في قاعة المحاضرات، والتواصل عبر الإنترنت، والتعليم الذاتي ، والتعليم الالكتروني بمختلف أشكاله.

مبررات استخدام التعلم المدمج :
بعد إجراء عمليات التجريب والتطبيق للتعلم الالكتروني بدأ الحديث عن الأثر الايجابي للطريقة التقليدية علي الجوانب الانسانية والاجتماعية وضرورة دمجها مع التعليم الالكتروني ، لذا أصبحت الحاجة ملحة لتبني نوعا آخر من أنواع التعليم وهو التعليم المدمج.
ونظرا وحرصا على توفير الكوادر البشرية المؤهلة القادرة على التعامل مع المتغيرات المتلاحقة بالجامعات والتتمتع بطرق تفكير إبداعية تساهم في تحقيق غايات الجامعات وتخريج طلاب مزودين بالمعارف والمهارات اللازمة لهم للقيام بدورهم علي الوجه الأكمل كان لا بد من التركيز على تطوير التعليم بأساليب تخدم أنماط المتعلمين مستفيدة من النظريات والأساليب الحديثة ومحتفظة بالصالة والموضوعية ، فكان هذا النوع من التعلم وهو ما يسمى بالتعلم المدمج.

ويمكن وصف التعليم المدمج ـ في إطار ميسر ـ بأنه برنامج تعلم تستخدم فيه أكثر من وسيلة لنقل أو توصيل المعرفة والخبرة إلى المستهدفين بغرض تحقيق أحسن ما يمكن بالنسبة لمخرجات التعلم وكلفة تنفيذ البرنامج من خلال الدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني .

ويتضمن التعليم المدمج مجموعة من المبادئ تتمثل في التركيز على أهداف التعليم بدلا من التركيز علي وسيلة نقل الخبرة ، و ضرورة دعم العديد من أنماط التعلم الشخصية المختلفة للوصول إلى الفئة المستهدفة ، وضرورة أن  يبني كل فرد خبرة التعلم على معارف ذاتية مختلفة ، وان تستخدم  إستراتيجية التعليم الفعالة المناسبة بما يضمن وصول الفرد إلى ما يريد تماما في الوقت الذي يريده.

مميزات التعليم المدمج في التدريس الجامعي :
 يتمتع التعليم المدمج بعدة ميزات من أهمها:
- شعور عضو هيئة التدريس بأن لة دور فى العملية التعليمية وأن دورة لم يسلب.
- يعمل علي تكامل نظم التقويم التكويني والنهائي للطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
- كثير من الموضوعات العلمية يصعب تدريسها إلكترونيا بالكامل وبصفة خاصة المهارات العالية واستخدام التعليم المدمج يمثل أحد الحلول المقترحة لحل مثل تلك المشكلات.
- يثري خبرة المتعلم ونتائج التعلم ويحسن من فرص التعلم الرسمية وغير الرسمية.
- يقوم بتوفير الوقت لكل من أعضاء هيئة التريس والطلاب.
- توفير الاتصال المباشر وجها لوجه ، مما يزيد من التفاعل بين أعضاء هيئة التريس والطلاب ، والطلاب وبعضهم البعض ، والطلاب والمحتوى.
- يوفر طريقتين للتعلم يمكن الاختيار بينهما بدلا من الاعتماد على طريقة واحدة.
- يعالج مشاكل عدم توفر الامكانيات لدى بعض الطلاب وخفض نفقات التعلم بشكل هائل بالمقارنة بالتعليم الالكتروني وحده.
- يتناسب مع المجتمعات فى الدول النامية التى لم تتوفر لديها بيئة الكترونية كاملة.
- وقت التعلم محدد بالزمان والمكان وهذا ما يفضلة الطلاب حتى الآن.
- تعزيز الجوانب الانسانية والعلاقات الاجتماعية بين الطلاب فيما بينهم وبين الطلاب أيضا.
- يركز على الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية دون تأثير واحدة على الاخرى.
- يحافظ على الروابط الاصلية بين الطالب والمعلم وهو أساس تقوم علية العملية التعليمية.

 خصائص التعليم المدمج :
 يقصد بالتعليم المدمج استخدام التقنية الحديثة في التدريس دون التخلي عن الواقع التعليمي المعتاد، والحضور في قاعة الدراسة ويتم التركيز على التفاعل المباشر داخل قاعة الدراسة عن طريق استخدام آليات الاتصال الحديثة، كالحاسوب والشبكات وبوابات الإنترنت.
        ويمكن وصف هذا التعليم بأنه الكيفية التي تنظم بها المعلومات والمواقف والخبرات التربوية التي تقدم للمتعلم عن طريق الوسائط المتعددة التي توفرها التقنية الحديثة أو تكنولوجيا المعلومات.
ويتميز هذا النوع من التعليم، باختصار الوقت والجهد والتكلفه، من خلال إيصال المعلومات للمتعلمين بأسرع وقت، وبصورة تمكن من إدارة
العملية التعليمية وضبطها، وقياس وتقييم أداء المتعلمين، إضافة إلى تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، وتوفير بيئة تعليمية جذابة.

       وإذا كانت المحاضرة هي إحدى طرائق التدريس المعتمدة على إلقاء المعلومات في الجامعات، فان استخدام الوسائط التقنية الأخرى بالاشتراك معها، يساعد في التخلص من المظاهر السلبية للتعليم التقليدي، الذي يعتمد على إلقاء المعلومة بالقراءة من قبل المحاضر. إذ يجب أن يساعد التعليم على التفكير والإبداع والابتكار من خلال مشاركة فعالة بين المدرس والطالب، وتساعد الوسائط التقنية المستخدمة في إيصال المعلومات، إذا استخدمت بالشكل المناسب، في خلق الأجواء التي تساعد على التفاعل والتفكير النقدي والمشاركة بين عضو هيئة التدريس والطالب.
ويعد التعليم المدمج مكملا لأساليب التعليم التربوية العادية, ورافدا كبيرا للتعليم  التقليدي الذي يعتمد على المحاضرة، إذ أن تقنية المعلومات ليست هدفاً أو غاية بحد ذاتها، بل هي وسيلة لتوصيل المعرفة وتحقيق الأغراض المعروفة من التعليم والتربية.
        ويدمج هذا الأسلوب مع التدريس المعتاد فيكون داعما له، بصورة سهلة وسريعة وواضحة ولن يكون استخدام التعليم المدمج ناجحا، إذا افتقر لعوامل أساسية من عناصر تتوفر في التعليم التقليدي الحالي, فهذا الأخير يحقق الكثير من المهام بصورة غير مباشرة أو غير مرئية، حيث يشكل الحضور الجماعي للطلاب أمرا هاما، يعزز أهمية العمل المشترك، ويغرس قيما تربوية بصورة غير مباشرة، إضافة إلى أن الاتصال مع النصوص المكتوبة هام جدا، إذ يدفع إلى التفكر بعمق بالنصوص التي يتم التعامل بها, ولعل التعليم المدمج هو أنسب الطرق لتعويد المتعلم على التعلم المستمر، الأمر الذي يمكنه من تثقيف نفسه وإثراء المعلومات من حوله، إضافة إلى أن ما يتميز به من خصائص، كمرونة الوقت وسهولة الإستعمال.

       بالاضافة إلي أنه يوفر الوقت والجهد والتكلفة ويثير الدافعية ويكسر الجمود و يتيح المشاركة مع الآخرين من شتى المناطق ، علاوة علي ذلك فإنه يحسين ويرفع مستوى التحصيل لدى المتعلمين ، ويراعى الفروق الفردية بين المتعلمين واحتياجاتهم الخاصة.
بخلاف ما سبق فهو يتميز بسهولة إيصاله للمحتوى وتطبيقه في مختلف الأماكن والبيئات وفق إمكانياتها وهكذا فانه يتصف بالمرونة ، ويختصر الوقت والجهد والتكلفة للوصول للمعرفة العلمية ، ويوفر الأنشطة والبدائل والتي تتميز بالمرونة والقدرة على التكيف مع قدرات الطلبة ويساعد على توفير وتكوين جو تتاح فيه فرص التعاون بين الطلاب بالجامعات لتنمية اتجاهات إيجابية نحو بعضهم البعض.

معوقات التعليم المدمج :
إن من الأسباب الرئيسة لعدم تطبيق تكنولوجيا التعليم وتوظيف منتجاتها تخوف أعضاء هيئة التدريس من تكنولوجيا التعليم واتجاهاتهم السلبية نحوها ، وعدم توفر المهارات اللازمة لاستخدامها لديهم خاصة المهارات الفنية الجديدة ، ومن ثم فإن إجراء دراسات للكشف عن اتجاهات الطلاب نحو التقنيات الحديثة مثل التعلم الالكتروني يعد من الخطوات المهمة للكشف عن جدوى هذا النوع من التعلم ومن أكثر معوقات تطبيق التعليم المدمج ما يلي:
-       عدم توافر التدريب الكافي لدي معظم أعضاء هيئة التدريس علي استخدامه.
-       عدم التمكن من مهارات استخدام الانترنت بالاضافة لمشكلاتها.
-       قلة الدعم الفني والتجهيزات المساعدة .
-       ضياع الوقت من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس لنشر المحاضرات الكترونيا.
-       ضعف الثقافة التنظيمية لمؤسسات التعليم الجامعي.
-        عدم توافر الامكانات المادية لتدعيم استخدام التعليم المدمج.
-        عدم توفر التكنولوجيا في جميع البيئات.
-        عدم تقبل أعضاء هيئة التدريس لهذه الطريقة.


يتضح مما سبق أهمية استخدام وتوظيف التعليم المدمج في التدريس الجامعي لما له من مزايا عديدة حيث يجمع بين مزايا التدريس التقليدي والتعلم الالكتروني ، ويوفر توظيف تكنولوجيا التعليم المدمج في الجامعات بيئات تعليمية غنية بالمثيرات التي توفر للطلاب جوا تعليميا بما تتضمنه من النمطين التقليدي والحديث وهذا يضمن تحقيق نسبة كبيرة من الأهداف التعليمية للجامعات.
وتستخدم الوسائط المتعددة في التعليم الالكتروني والتعليم المدمج فهي كل ما يستخدم في مجال التعليم من تقنية معلوماتية، كاستخدام الحاسب الآلي وتطبيقاته وشبكاته المحلية والعالمية، وتشمل الوسائط المتعددة للتعليم الالكتروني أشكالا عديدة من التقنيات والأساليب، منها ما يرتبط بإعداد المواد الدراسية بشكل الكتروني، كالطباعة والتصوير والإخراج والتصميم، ومنها ما يرتبط بطرق عرض هذه المواد الدراسية داخل الصفوف من تقنيات مختلفة كالحاسوب وجهاز العرض، ومنها ما يرتبط بتخزينها ونقلها واسترجاعها بطريق سهلة وسريعة من خلال الشبكات المحلية والعالمية.
ويدخل ضمن هذه الوسائط وسائل التعليم المتوفرة على الانترنت، والدوريات والمجلات الإلكترونية المتخصصة في مجالات محددة. وقد تكون هذه الوسائط التعليمية محددة بوقت معين مثل البرامج التلفزيونية أو الإذاعية، وغير محددة بوقت مثل أشرطة الفيديو والتسجيلات الصوتية، حيث يمكن الاستماع لها في أي وقت، ثم توفرت الكاميرات المرئية المسموعة، التي وفرت الفرص من اجل الاجتماعات على الإنترنت، والمؤتمرات الفيديوية، وغيرها من وسائل الاتصال والحصول على المعلومات ، كما يستخدم المدرس في عرض المعلومات وشرحها داخل غرفة الصف مجموعة من الوسائط الالكترونية المتعددة، تتمثل في مجموعة من البرمجيات التي تساعد في عرض المادة بسهولة ووضوح.

والتعليم الالكتروني له مصادر عديدة وتنوعة ومفتوحة ، وهو يتكون من مكونات أو نظم فرعية تشمل : الأفراد والمصادر والأساليب ، ومن هذه الوسائط التي تصلح للتعليم الإلكتروني وتحقق فعالية كبيرة، تطبيقات العرض المرئي "البوربوينت"، أو البرمجيات التي تساعد في عرض قواعد البيانات وغيرها من المواد التعليمية، من خلال جهاز الحاسب الآلي. ويجب أن يكون المدرس على معرفة بطرق استخدامها من اجل إعداد هذه العروض.




التقنيات المستخدمة في بيئة  التعلم الالكتروني والمدمج:-
هناك مجموعة من التقنيات العديدة التى تستخدم في بيئة التعليم الالكتروني والتعليم المدمج ومن أشهر تلك التقنيات ما يلي :
وهو نظام للتأليف والنشر الجماعي من خلال شبكة الانترنت، وهو يتيح الفرصة  لجميع الأفراد أو لمجموعة محددة في كتابة الموضوعات والقيام بتعديلها، ويحتفظ الويكي بأرشيف عن التعديلات التي تمت والأشخاص الذين قاموا بالتعديل، كما يحتفظ بنسخ من التعديلات السابقة للرجوع إليها حين الحاجة، ويمكن استخدام الويكي في العملية التعليمية من خلال العمل الجماعي للطلاب على موضوع محدد.
هي طريقة يتم فيها تبادل المعلومات والأفكار والخبرات عبر الانترنت،  ويدير حلقة النقاش أحد المشاركين (عضو هيئة التدريس) تبدأ الأسئلة منه ويعمل على تنظيم الإجابات وتوجيهها، بالشكل الذي يحقق الأهداف التعليمية، ومنها المتزامنة وهي التي تتطلب وجود جميع الأفراد المشتركين متصلين عبر الانترنت في نفس التوقيت، وغير المتزامنة التي تسمح للأفراد بالدخول من وقت لآخر لمشاهدة إجابات الآخرين والتعليق عليها، وعادة ما تكون محدودة بزمن محدد تغلق بعده.
- البوابات الأكاديمية:-
وهي الموقع الرسمي للجامعات على شبكة الانترنت، وتقدم مجموعة من الخدمات للطلاب تساعدهم في عمليتي التعليم والتعلم ، مثل التسجيل واختيار المقررات الدراسية وبرامج المحاضرات والامتحانات، وكذلك معرفة الطالب لعلاماته والسجل التراكمي الخاص به، كما توفر إمكانية المراسلة .


وهي عبارة عن موقع شخصي أو خدمة ملحقة بموقع شخصي، يمكن للفرد استغلالها في إنشاء المقالات أو وضع الإعلانات، ويمكن أن يسمح أو يمنع الآخرين من التعليق على ما تم نشره، ويمكن استخدامها لتسهيل التواصل بين المعلم والمتعلم.
- الصفوف الافتراضية:-
وهي تعد تقنية عبر الانترنت تقوم على خلق بيئة تعليمية شبيهة ببيئة الصف العادية، ويمكن من خلالها أن يقوم عضو هيئة التدريس بتقديم المحاضرة بالصوت والصورة والكتابة، كما يمكنه عرض مقاطع مصورة أو مسموعة للطلاب، وتتميز بيئة الصف الافتراضي بتفاعلية عالية بين عضو هيئة التدريس والمتعلم.
هي طرق للتعليم والتدريب، والتي يمكن من خلالها إدارة النشاطات التعليمية والتدريبية المتزامنة وغير المتزامنة عبر الانترنت .
هو شكل من أشكال التواصل الفوري عبر الانترنت، من خلال برامج مخصصة لذلك مثل Messenger MSN أو Skype، وغيرها.
وهو الأشهر استخداما وهو عبارة عن رسالة يتم إرسالها من شخص لآخر عبر الانترنت، وتشترط وجود عنوان بريدي الكتروني لدى كل من المرسل والمستقبل لتتم العملية.

علاقة التعليم التقليدي والتعليم المدمج :
يعد التعليم  المدمج  مكملا لطرق وأساليب عمليتي التعليم والتعلم العادية ، إذ أن تقنية المعلومات ليست هدفاً أو غاية بحد ذاتها، بل هي وسيلة لتوصيل المعرفة وتحقيق الأغراض المعروفة من التعليم والتربية، وهي  تساعد المتعلم وتعده لمواجهة متطلبات الحياة، التي أصبحت تعتمد بشكل أو بآخر على تقنية المعلومات.
ولهذا يدمج هذا الأسلوب مع التدريس المعتاد فيكون داعما له،  بصورة سهلة وسريعة وواضحة، ولن يكون استخدام التعليم المدمج ناجحا إذا افتقر لعوامل أساسية من عناصر تتوفر في التعليم التقليدي الحالي.
 فالتعليم التقليدي يحقق الكثير من المهام بصورة غير مباشرة أو غير مرئية، حيث يشكل الحضور الجماعي للطلاب أمراً هاما، يعزز أهمية العمل المشترك، ويغرس قيما تربوية بصورة غير مباشرة، إضافة إلى أن الاتصال مع النصوص المكتوبة هام جدا،  إذ يدفع إلى التفكر بعمق بالنصوص التي يتم التعامل بها.
ويأخذ شكل الاستخدام الأولي للتعليم المدمج الربط اليسير بين التدريب في الفصل الدراسي التقليدي وأنشطة التعلم الإلكتروني، وقد تطور المصطلح ليشمل مجموعة أسساليب متنوعة من إستراتيجيات التعلم ، وقد يضم برنامج التعليم المدمج واحدا أو أكثر من الأبعاد على النحو الآتي:

-       دمج التعلم الذاتيself-paced ، والتعلم التعاوني الفوري live collaborative :
يشمل التعلم الذاتي أو التعلم بالسرعة الذاتية عمليات التعلم الفردي والتعلم عند الطلب والتي تتم بناء على حاجة المتدرب ووفق السرعة التي تناسبه، أما التعلم التعاوني ـ في المقابل ـ فيتضمن اتصالا أكثر حيوية (ديناميكية) بين المتدربين، يؤدي إلى مشاركة المعرفة والخبرة، ومن أمثلة هذا الدمج مراجعة بعض المواد والأدبيات المهمة حول منتج جديد، ثم مناقشة تطبيقات ذلك في عمل المتدرب من خلال التواصل الفوري باستخدام شبكات المعلومات.  
-       الدمج بين التعليم الشبكي online والتعليم غير الشبكي offline:
      تضم خبرات التعلم المدمج أنماط التعلم الشبكي* online learning وغير الشبكي، ويتم التعلم الشبكي عادة من خلال تقنيات الإنترنت والإنترانت، أما التعلم غير الشبكي فهو يتم في المواقف التعليمية الصفية التقليدية، مثل البرامج التي تتطلب بحثا في المصادر باستخدام الشبكة العنكبوتية web ودراسة المواد المتاحة من خلالها وذلك أثناء جلسات تدريبية واقعية في الفصول الدراسية وبإشراف عضو هيئة التدريس.

-       دمج المحتوى الخاص المعد حسب الحاجة والمحتوى :
المحتوى الجاهز هو المحتوى الشامل أو العام الذي تهمله الجامعات، ومع أن كلفة شراء أو توفير مثل هذا المحتوى تكون في العادة أقل بكثير وتكون قيمة إنتاجه أعلى من المحتوى الخاص الذي يعد ذاتيا، فإن المحتوى العام ذا السرعة الذاتية يمكن تكييفه وتهيئته من خلال دمج عدد من الخبرات (الصفية أو الشبكية).

كيفية توظيف التعليم المدمج في التعليم الجامعي :
ولتوظيف التعليم المدمج كأحد أنظمة تكنولوجيا التعليم في التعليم الجامعي يجب الأهمية بمكان اتباع مجموعة من التدابير المهمة لكي يحقق هذا النمط من التعلم أهدافة ، وبناء علي ذلك فإنه يجب الإعداد المثالي وان يتسم بالجودة الشاملة فيما يرتبط بالتعليم التقليدي والالكتروني ، ولتصمم بيئة التعليم المدمج في التعليم الجامعي لابد من ضرورة مراعاة الأمور التالية :
-       جودة التخطيط لتوظيف تكنولوجيا التعليم الالكتروني في بيئة التعليم المدمج وتحديد الوظيفة الأساسية لكل وسيط في برامج التعليم الالكتروني وكيفية استخدامه بدقة مع التخطيطالجيد للطريقة التقليدية في التعليم.
-       تجهيز وتوفير الأجهزة وتجريبها مسبقا وتوفير المراجع والمصادر المختلفة والتي ستستخدم في بيئة التعليم المدمج وإزالة أي معوقات تحول دون تحقيق التعلم.
-       التأكيد علي تمكن المتعلمين وأعضاء هيئة التدريس من استخدام تقنيات التعليم الالكتروني والتدريب عليه .
-       بدء تنفيذ التعليم المدمج بمحاضرة عامة تجمع المتعلمين وأعضاء هيئة التدريس ، يتم استعراض الأهداف التعليمية المرجو تحقيقها وخطة التنفيذ والطرق التي سيتم استخدامها والأدوار المنوطة سواء للمتعلمين أو أعضاء هيئة التدريس.
-       التأكيد علي الالتزام بالوقت المحدد لتواجد أعضاء هيئة التدريس ليقوموا بالرد علي استفسارات المتعلمين سواء في قاعات الدرس وجها لوجه أو من خلال شبكة الانترنت .
-       التأكيد علي ضرورة الجمع بين مميزات التعليم الالكتروني والتعليم التقليدي .
-       تدعيم طرق التدريس التقليدية بالوسائط التكنولوجية المتنوعة .
-       استخدام التعليم المدمج في التدريب والتمكن من المهارات العملية .
-       إزالة أيه معوقات للاتصال في بيئة التعليم المدمج.
-       أهمية تنمية اتجاهات المتعلمين في بيئة التعليم المدمج نحو استخدام هذه التكنولوجيا والافادة منها في حياتهم العملية.
-       الافادة من مزايا الجمع بين طريقة التعلم التقليدية وطريقة التعلم الالكترونية والتوظيف الأمثل لهما لتحقيق النتائج المرجوة.

المراجع

-       حسن الباتع ، السيد عبد المولى (2007) : أثر استخدام كل من التعلم الالكتروني والتعلم المدمج في تنمية مهارات تصميم وانتاج مواقع الويب التعليمية لدي طلاب الدبلوم المهنية واتجاهاتهم نحو تكنولوجيا التعلم الالكتروني ، عدد خاص مؤتمر تكنولوجيا التعليم والتعلم نشر العلم ..حيوية الإبداع 5-6 سبتمبر للجمعية العربية لتكنولوجيا التربية بالتعاون مع معهد الدراسات والبحوث التربوية جامعة القاهرة ، ص ص 224:149  .
-       حمدي محمد البيطار (2008) : نموذج مقترح لاستراتيجية التعلم الالكتروني الممزوج والمهارات اللازمة لتوظيفهلدي أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية جامعة أسيوط ومعوقات استخدامه في التريس الجامعي ، الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم ، مج (18) ، ع(1) يناير 2008 ، ص ص 124:85 . 
-       علي عبد الله القباطي : التعليم عن بعد في ضوء المستحدثات التقنية والأدوار الجديدة لتكنولوجيا التعليم : دراسة إمكانية تطبيقه في الحالة اليمنية ، عدد خاص مؤتمر تكنولوجيا التعليم والتعلم نشر العلم ..حيوية الإبداع 5-6 سبتمبر للجمعية العربية لتكنولوجيا التربية بالتعاون مع معهد الدراسات والبحوث التربوية جامعة القاهرة، ص ص 416:393 .
-       محمد عطية خميس (2003) : تطور تكنولوجيا التعليم ، القاهرة : مكتبة دار الكلمة.
-       محمد عطية خميس (2008) : تكنولوجيا التعليم الالكتروني : نظام تكنولوجي ، الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم ، مج (18) ، أكتوبر 2008 ، ص ص 2:1.
-       محمد عطية خميس وآخرون (2008) : تحديد كفايات تصميم التفاعلية ببرامج الوسائط المتعددة لدي اخصائي تكنولوجيا التعليم ، الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم ، المؤتمر العلمي السنوي الحادي عشر تكنولوجيا التعليم الالكتروني وتحديات التطوير التربوي في الوطن العربي ، مارس 2008 ، ص ص 286:263 .
-       مصطفي جودت ، مراد محمد (2006) : نموذج مقترح للتعليم المدمج في ضوء تجربة كلية التربية الرياضية بنين بالاسكندرية ، الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم ، مج (16) ،  ص ص 234:213.
-       وليد يوسف (2007) : أثر استخدام التعليم المدمج في التحصيل المعرفي للطلاب /المعلمين بكلية التربية لمقرر تكنولوجيا التعليم ومهارتهم في توظيف الوسائل التعليمية واتجاهاتهم نحو المستحدثات التكنولوجية التعليمية ، الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم ، مج (17) ، أبريل 2007 ، ص ص 58:3.

هناك 3 تعليقات:

  1. جزيتم خيرا وأحسن الله اليكم واتاكم من فضله العظيم استاذي الفاضل

    كيف لي ان اعرف الفقرة والمرجع المرتبط بها؟

    للضرورة القصوى استاذي



    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. أنا بصدد اعداد رسالة الماجستير في موضوع التعلم المتمازج

    أيهما أصح
    تعلم متمازج أم تعليم متمازج؟

    ولكم جزيل الشكر والعرفان

    ردحذف